بيرنز: درس البحرين هو أن إرساء الأمن والاستقرار على المدى الطويل لا يكون بالقوة العسكرية

2012-12-16 - 9:18 ص


مرآة البحرين (خاص): قال نائب وزير الخارجية الأمريكي "وليام بيرنز" إن "الدرس الذي لا مفر منه في العامين الماضيين هو أن إرساء الأمن قد يتطلب أكثر من القوة العسكرية، ويجب السعي إليه دون ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان التي تخلق مظالم جديدة أو تعمّق الانقسامات القائمة داخل المجتمعات" في إشارة إلى البحرين.

وأضاف بيرنز، في خطابه أمام منتدى المستقبل الذي عقد بتونس الخميس الماضي، لقد «شهدنا حكومات تراجعت بسبب فشلها في تقريب المسافة بين الحكومة والشعب».

وقال"إننا نعمل على تعزيز الأمن الإقليمي من خلال حماية الحقوق الأساسية، للشعب، ومن خلال تدريب الشرطة على احترام الاحتجاجات السلمية، وبناء المؤسسات التي تستجيب لمطالب الشعب وتخضع للمساءلة".

وقال بيرنز "إن البحرين، وهي شريك استراتيجي يتصف بالأهمية وصديق منذ فترة طويلة" مشيدا بتقرير لجنة تقصي الحقائق، ووصف ما قامت به الحكومة تجاه توصيات التقرير بـ"الخطوات الأولية"،  معلقا بالقول "نحث البحرين على التحرك بشكل حازم على طول هذا المسار الصعب والضروري”.

وفي هذا السياق، أوضح بيرنز "نحن لا يمكننا أن نخطئ بين الهدوء الذي فرضته إجراءات أمنية وبين الاستقرار المتحقق على المدى الطويل”. وأردف "لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال إشراك المواطنين، والاستماع إليهم، ومعالجة شواغلهم والنظر إلى تطلعاتهم، ومنحهم نصيبًا حقيقيًا من العائدات" وخلص إلى أنه "من خلال المشاركة والمناقشة والتفاوض، في نهاية المطاف سيتمكن البحرينيون من جميع الأطراف من التمتع بمستقبل مزدهر ومستقر وآمن".

وكان بيرنز قد حضر "حوار المنامة" الذي تقيمه مؤسسة الأبحاث الدولية والاستراتيجية IISS بالتعاون مع وزارة الخارجية البحرينية، وقد التقى على هامش زيارته بعدة مسئولين رفيعين في البلاد، بالإضافة إلى قادة المعارضة، كما أصدر مساعد وزير الخارجية الأمريكي مايكل بوسنر، الذي كان مرافقا لبيرنز، بيانا شديد اللهجة حول التطورات في البحرين.

ويعتبر خطاب بيرنز هذا ثاني خطاب حاد، بعد بيان بوسنر الأخير، ويبدو أنه يرسم على العلن السياسة الأمريكية الجديدة تجاه قضايا المنطقة العالقة، وعلى الخصوص في "البحرين".

ويناقش منتدى المستقبل 3 قضايا اعتيادية منها قضية "الحريات"، والتي يدخل في إطارها تمكين منظمات المجتمع الدولي من  أن يكون لها صوت مسموع، وقد شارك وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة بكلمة، كما حضر المنتدى وكيل وزارة الخارجية "ظافر العمران"، أمين عام منظمة "برافو" ندى ضيف، رئيس جميعة الشفافية البحرينية "عبد النبي العكري"، ورئيسة جمعية البحرين النسائية "وجيهة البحارنة".

لن نقبل بعد الآن الاختيار "القديم" بين الاستقرار والتقدم

وفي خطاب مطول قال بيرنز "هناك الكثيرون ممن تستبد بهم الشكوك إزاء ما يخبئه المستقبل لهم. ففي عموم المنطقة، يتمثل أكبر خطر يهدد الانفتاح السياسي والإصلاح اليوم في الشعور بأن السياسة هي عبارة عن لعبة محصلتها صفر تشكل فيها مشاركة الآخرين تهديدًا”. وأضاف "إن من شأن وجود أصوات جديدة أن تجلب المناقشة وحتى المنافسة الشديدة. ولكن عملية صنع القرار الديمقراطي هي واحدة من أفضل الأدوات التي لدينا لحل الخلافات بالوسائل السلمية”.

وأوضح أنه "في عموم المنطقة، يتحمل أولئك المسؤولون الذين هم في سدة الحكم مسؤولية خاصة تتمثل في التوضيح بأن القوة لا تشكل بديلا عن السياسة. إذ إن الأغلبية لا تعتبر بديلا عن الحوار وتوافق الآراء – ولا سيما في أمور في غاية الأهمية كالدستور. والذين هم في المعارضة تقع عليهم أيضًا مسؤولية تتمثل في العمل بطريقة بناءة من أجل حل الخلافات والمحافظة على لحمة البلد".

وقال "لقد أوضحت شعوب هذه المنطقة أنها لن تتقبل، ونحن لن نتقبل أيضًا، بعد الآن الاختيار القديم بين الاستقرار والتقدم. ذلك أنه سيكون من الصعب استدامة التعاون الذي تستدعيه مصالحنا ومثلنا بغير موافقة الشعب" مردفا "من جهتنا، نحن سنكون هناك لمؤازرة جهود تمكين المواطنين، لأننا نعتقد أن مؤازرة التحولات الديمقراطية والإصلاح السياسي ليست مجرد مُثُل عليا؛ إنها ضرورة استراتيجية”.

وقال أيضا "إن كل بلد سيتخذ طريقه الخاص به؛ غير أن أولئك الذين لا يستجيبون لتطلعات شعوبهم سيواجهون الاضطرابات. وسينبغي على الدول التي تمر بمرحلة تحول أن تبني الثقة بالمؤسسات الديمقراطية" مضيفا "أما تلك الدول التي تراهن على القمع والطغيان فإنها لن تستطيع صد التيار الزاحف إلى الأبد”.

وأكد على ما أعلنه كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والوزيرة هيلاري كلينتون "إذا رفعتم أصواتكم تأييدًا للحقوق والحريات واحتياجات مجتمعاتكم سنكون هناك لمؤازرتكم. ونحن نوفر مساعدات بدون تحيز للجماعات غير العنفية التي تعمل من أجل الارتقاء بمجتمعاتها”.

وخلص بيرنز إلى أن "هذه المنطقة منطقة تقوم بإعادة صنع نفسها أمام أعيننا. والبلدان سيكتب لها النجاح أو ستُمنى بالفشل بناء على خيارات شعوبها وقادتها سواء كانوا في وزارة أو مجلس إدارة شركة أو في مكتب مزدحم بمنظمة غير حكومية”.

لا أحد محصن من الثورات

وخلال حلقة نقاشية تحت عنوان (حوار استراتيجي مع منظمات المجمع المدني)، ضمن المنتدى نفسه، قال "بيرنز" إنه "لا احد من محصن من الثورات ورياح التغيير" مشيرا بالاسم إلى البحرين والأردن.

وأضاف "نتطلع للاستقرار في المنطقة، خطأنا أننا لم نستوعب أن الاستقرار حتى يحدث يحتاج إلى ركائز منها التغيير" وقال "نحن نحاول أن نؤكد أن هذه التغييرات لا بد أن تحدث، خصوصا من المجتمعات التي فيها حركات قوية مثل مجتمعاتكم" مخاطبا الحاضرين، الذين كان بينهم أمين عام منظمة "برافو"، الدكتورة ندى ضيف، ممثلة لمنظمات المجتمع المدني في البحرين.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus